وزارة التنمية الاجتماعية توعي الشباب حول الاستدامة وإعادة التدوير عبر ورشة توعوية تفاعلية
نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ممثلة في إدارة التنمية الأسرية بمناسبة اليوم الدولي للشباب ورشة بعنوان: " الشباب وتحديات العصر" وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 15 أغسطس الجاري بمركز التنمية الاجتماعية التابع للوزارة في اللؤلؤة.
تأتي هذه الندوة بمناسبة اليوم الدولي للشباب والذي يصادف الثاني عشر من أغسطس من كل عام، سعيا لمشاركة الشباب القطري في بناء المجتمع من خلال تمكينهم وتهيئهم لتقديم مساهمة فعالة ومتكاملة من أجل تحقيق التنمية البشرية المستدامة. وقد جاء شعار هذا العام بعنوان: "المهارات الخضراء للشباب"، تم اختيار هذا الشعار بهدف تحقيق الانتقال الناجح نحو عالم أكثر ملائمة للبيئة مع توافر القدرة على تنمية مهارات المواطنين لتتماشى مع الاقتصاد الأخضر ومن هذه المهارات: "المعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال من حيث الموارد، وتطوير المجتمع ودعمه".
تحدث في هذه الندوة كل من: السيدة/ عائشة المعاضيد، صاحبة مشروع مستقبل أخضر والسيدة/ وفاء الصفار، مدير قسم الاستدامة في شركة بلدنا ومؤسس مبادرة تدوير.
تهدف ورشة " الشباب وتحديات العصر" إلى التعريف بالشباب وبالاختلافات القائمة بينهم بناءً على الدول والقارات التي يعيشون بها، توضيح احتياجات الشباب بين الماضِ والحاضر، تسليط الضوء على أثر المتغيرات العالمية من أوبئة واقتصاد وكوارث طبيعية على الشباب، مناقشة التحديات التعليمية والمهنية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية التي تواجه الشباب ومفاتيح التغلب عليها.
تناولت السيدة/ عائشة المعاضيد، صاحبة مشروع مستقبل أخضر العديد من المحاور منها: التعريف بمشروع مستقبل أخضر وكيف بدأ، كيف نشأ المشروع وكبر وتطور، توضيح أهمية المحافظة على البيئة، شرح كيفية القيام بعملية إعادة التدوير، تقديم عمل فني للمشاركين في الورشة عبر فتح الباب للشباب للتعلم والتجربة والإبداع.
وضحت السيدة/ عائشة المعاضيد أن مشروع مستقبل أخضر هو مشروع يهتم بتوعية المجتمع بالمشاكل البيئية، وكيفية معالجتها، أو الحد من انتشارها وتفاقمها. وقد أطلق مشروع مستقبل أخضر في عام 2018م من خلال مشاركتي في برنامج القيادة الذي نظمته مؤسسة التعليم فوق الجميع، و قد نص البرنامج على أن نعمل خلاله ضمن مجموعات لتصميم مبادرات اجتماعية، فاتفق أعضاء المجموعة على تصميم مبادرة بيئية، وكانت هناك شروط لتصميم المبادرات منها: أنه لا يمكن تسليط الضوء على مجموعة كبيرة من المشاكل البيئية، بل يجب التركيز على مشكلة بيئية واحدة فقط، ووقع اختيار المجموعة على مشكلة التلوث البلاستيكي، فقد كان هذا النوع من التلوث منتشر بشكل كبير في مدينة الدوحة، التي شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاع أعداد المقاهي، وبالتالي زيادة في استخدام الأكواب البلاستيكية، وهذا الانتشار الكبير لاستخدام البلاستيك كان بسبب قلة الوعي بين أفراد المجتمع حول مادة البلاستيك وأضرارها على البيئة على المدى البعيد.
وهكذا كانت بداية مشروع مستقبل أخضر، إلا أنه – مع مرور الوقت – تطور وأصبح مشروعًا أكبر ، حيث أصبح يسلط الضوء على تحديات بيئية مختلفة، مثل: طرق التقليل من النفايات عن طريق إعادة التدوير، والاستخدام المكرر، تقديم نماذج تطبيقية للناس، يسهل عليهم تطبيقها في حياتهم اليومية، وفي مختلف الأماكن، تشجيع الأفراد على أخذ أكياسٍ قماشية خاصةٍ بهم عند الذهاب للتسوق، وتشجيع الأفراد على حمل أطباقهم الخاصة معهم عند الذهاب للطلب من المطاعم، وقد يرى البعض أن هذه سلوكيات بسيطة إلا أنها تنتج تغييرات بسيطة قد تشجع الناس على الاقتداء بها.
وحول ما يميز مشروع مستقبل أخضر عن غيره من المشاريع أو المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة قالت السيدة/ عائشة المعاضيد: " إن ما يميز مشروع مستقبل أخضر هو أننا نحاور المجتمع بلغة بسيطة وسهلة، فلا نخاطبهم بلغة علمية قد يصعب عليهم فهمها، ولا نرهقهم بالإحصائيات الدقيقة، بل ما نحاول فعله هو مخاطبتهم بلغة بسيطة سهلة الفهم، وتقديم نماذج تطبيقية مبسطة."
وأضافت: وأرى أن هذا الأسلوب هو الذي يجذب الجمهور إلى مشروع مستقبل أخضر، ويشجعهم على أخذ الخطوات اللازمة لحماية البيئة، ولا يخلو فريق مشروع مستقبل أخضر بالطبع من الاختصاصيين البيئيين الذين هم على دراية تامة بتأثير المواد المختلفة على البيئة، فحتى لو كانت لغة تواصلنا مع العامة لغة سهلة، إلا أننا نحرص على تقديم المعلومات العلمية الصحيحة.
ومن جانبها تدثت السيدة/ وفاء الصفار، مدير قسم الاستدامة في شركة بلدنا ومؤسس مبادرة تدوير حول عدة محاور منها: تعريف الشباب بمبادرة تدوير، ومن أين بدأت هذه المبادرة؟ كيف بدأت، كيف نشأت المبادرة وكبرت وتطورت؟
وقد بينت السيدة/ وفاء الصفار أن الهدف من "مبادرة تدوير" هو مساعدة الأفراد في تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، والسعي إلى تقليل كمية النفايات التي يتم إرسالها إلى مكب النفايات؛ حيث تمثل النفايات العضوية 44% من نسبة النفايات في قطر. هذا وتهدف المبادرة أيضاً إلى وضع بصمة إيجابية في البيئة القطرية من خلال السعي لتغيّر سلوك الأفراد في المجتمع لكي يساهموا في خلق بيئة خضراء، بالإضافة إلى وضع حلول وطرق تجعل الأفراد جزءً من التغيّر وتساهم في خلق مجتمع واع ٍ بدوره نحو البيئة.
وحول انطلاق المبادرة وبدايتها عبرت السيدة/ وفاء الصفار بأن المبادرة بدأت في برنامج "سما نماء" التابع لمركز الإنماء الاجتماعي - نماء - وهو برنامج شبابي لريادة الأعمال الاجتماعية، وقد بدأ العمل في المبادرة بمجموعة شباب مهتمين بالبيئة القطرية ويسعون من أجل خلق تغيّر يسهم في ترك بصمة إيجابية في المجتمع. قام فريق المبادرة بمسح ودراسة أهم التحديات البيئية التي يواجهها الفريق، كما أَجْرَى الفريق العديد من المقابلات مع الجهات المعنية في وزارة البيئة والتغير المناخي، وفي المطاعم والفنادق وشركات نقل النفايات وأصحاب البيوت. وقد توصل البحث إلى نتيجة مفادها أن دولة قطر تنتج ما يقارب 4000 طن من النفايات العضوية يوميا، وستزيد بنسبة 21% بحلول عام 2030.
هذا وقد قدم فريق مبادرة " تدوير" العديد من الدورات التي تهدف إلى توعية الأفراد حول كيفية تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي من أجل استخدامه في حدائقهم. كما أنشأ فريق المبادرة منصة اجتماعية وموقع الكتروني لتسهيل مشاركة الأفراد بخبراتهم في هذا المجال. وقد قدم فريق المبادرة عرض ختامي في برنامج "سما نماء" وذلك بحضور لفيف من المسؤولين والمؤثرين الاجتماعين. وأكملت مبادرة تدوير مشوارها بعد ذلك عبر تقديم ورش للمدارس وتقديم توصيات للأفراد حول التدوير من خلال منصاتها الاجتماعية.
وفي هذا الصدد قالت السيدة/ وفاء الصفار: "نطمح أن نصل إلى مجتمع واع ٍ يدرك أهميته ودوره المهم في صنع التغيّر. ويكمُنُ دورنا كشباب عبر دعم أرضنا الحبيبة التي تنظر إلى رؤية قطر 2030 كخارطة طريق، من خلال السعي إلى أن نكون جزءً يساهم في تحقيق أهداف الاستدامة ورؤية قطر 2030." وأضافت: إن الشباب في وقتنا الحالي يملكون كل ما يحتاجونه من تمكين، ولكن التحدي الأكبر في هذا العمل التطوعي هو الحاجة إلى تعاون وتضافر جهود جميع الأطراف، بالإضافة إلى التوفيق بين الحياة العملية والتطوعية.
وتسعى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة من خلال إدارة التنمية الأسرية إلى تنمية وتطوير الأسرة والمرأة والطفل وتوعية وتثقيف المجتمع بحقوق هذه الفئة، والتحديات المُثارة على الساحة العالمية والإقليمية والمحلية، من خلال إعداد وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الوطنية المتعلقة بالأسرة وأفرادها، وتنظيم المؤتمرات والندوات والورش لمناقشة قضايا الأسرة والمرأة والطفل.