ويُعد هذا المقر الأول من نوعه في دولة قطر كـ "بيت مجتمعي للتوحد" معتمد من منظمة IBCCES الدولية، ليشكّل محطة نوعية في مسيرة دعم وتمكين الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، عبر توفير خدمات متخصصة وبيئة مجتمعية دامجة وآمنة.

ويأتي هذا الافتتاح في إطار حرص الوزارة على تعزيز الشراكة المجتمعية مع القطاع الخاص، ودعم المبادرات الوطنية الهادفة إلى تحسين جودة الحياة لكافة فئات المجتمع.

وأكدت سعادة الوزير، خلال حفل الافتتاح، على أهمية التعاون المؤسسي في دعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز الإدماج المجتمعي والارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي التوحد، مشيدةً بدور "أهالي التوحد" وجهودها في توفير الدعم النفسي والاجتماعي والتوعوي للأسر.

شهد الحفل حضورًا نوعيًا من المسؤولين وعائلات ذوي التوحد، بالإضافة إلى ممثلين عن الجهات الداعمة للحفل.

وأكدت السيدة/ حمدة الهتمي، مؤسسة منصة أهالي التوحد قائلةً: “إن افتتاح هذه المنظمة يعكس التزام الدولة بتحسين جودة حياة الأفراد من ذوي التوحد وأسرهم، عبر توفير بيئة آمنة وشاملة تشمل مساحات دعم أسري وورش حسية وبرامج متخصصة تخدم مختلف الأعمار”.

وأضافت: تأسست منصة أهالي التوحد قبل خمس سنوات على يد ثلاث أمهات قطريات لديهن أبناء من ذوي التوحد، وذلك انطلاقًا من معاناتهن الشخصية مع قلة الوعي المجتمعي في قطر حول اضطراب طيف التوحد، وندرة الأماكن الآمنة التي تسمح للأطفال ذوي التوحد باللعب والتفاعل الاجتماعي بحرية، دون أن يشعر الأهالي بالحرج أو القلق من نظرات المجتمع أو الأحكام المسبقة بسبب سلوكيات أطفالهم مثل: الرفرفة أو الهمهمة أو تجنب التواصل البصري.

وأوضحت السيدة/ حمدة الهتمي أنه من هذه الحاجة الملحة، انطلقت فكرة المنصة. حيث بدأوا بتنظيم ورش توعوية للتعريف بالتوحد، كما أنهم زاروا المدارس وقاعات الاجتماعات الكبرى مثل: جامعة قطر وفلير والعديد من الأماكن الأخرى، بهدف نشر المعرفة وتغيير المفاهيم السائدة حول التوحد. ومن ثم اتجهوا إلى تنظيم فعاليات حسية وحركية مخصصة لأطفال ذوي التوحد بمشاركة عائلاتهم، بهدف خلق بيئة محفزة وآمنة تجذب الأطفال وتمنحهم فرصًا للاندماج والمرح.

ومع مرور الوقت، بدأت منصة أهالي التوحد تكتسب ثقة أولياء الأمور، حيث ازداد عدد المشاركين والداعمين. وقد أطلقوا ورش دعم نفسي وتربوي للأمهات والأخوات، كما بحثوا عن شركاء وداعمين يؤمنون برؤيتهم.

من جانبه، صرّح السيد/ صالح الخليفي، رئيس مجلس إدارة المنصة، قائلاً: “نشهد اليوم ثمرة تعاون مجتمعي وإنساني مشترك، ونتطلع لأن يكون هذا البيت نموذجًا لاحتواء ودعم ذوي التوحد في المنطقة”.

وقد دعم حفل افتتاح المقر الجديد لمنصة أهالي التوحد العديد من الجهات والرعاة وعلى رأسهم الشركة المتحدة للتنمية، مجموعة شاطئ البحر، Ooredoo ، لولو هايبر ماركت، الصالون الأزرق،استثمار القابضة ،بالإضافة إلى السيد/ ماجد بن صالح الخليفي والسيدة/ جواهر الخيارين.