وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة تطلق مشروع "عازم"
بتوجيهات من سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، أطلقت الوزارة مشروع الوعي المالي "عازم" الذي يهدف إلى رفع وعي الأسر القطرية والشباب بضرورة التخطيط الأمثل والمسبق للإنفاق والإدخار وعدم اللجوء للاستدانة لتوفير الكماليات المعيشية.
ويأتي البرنامج ضمن استراتيجية كبرى تعمل الوزارة في ضوئها على هدف تحويل المجتمع القطري إلى مجتمع منتج يرفض الاتكالية والاستهلاك غير المسؤول، وكذلك يمهد الطريق لتهيئة الأجيال القادمة للاعتماد على مصادر دخل منوعة تواكب المتغيرات العالمية وتحافظ على مقدرات الأسرة والمجتمع.
ويستهدف المشروع فئات حديثي التوظيف والمقبلين على الزواج والغارمين لتمكينهم من أدوات الإدارة المالية الشخصية.
وفي السياق أكدت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة: " على أن دولة قطر تتطلع من خلال وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة إلى بناء وعي مالي يستند إلى القيم الإسلامية في الإنفاق، وكذلك الاعتماد على نماذج ووسائل لإدارة الحياة المالية التي تشابكت كثيرًا مع متغيرات الحركة الاقتصادية العالمية، وتجنيب شبابنا وأسرنا حديثة التكوين الانغماس في الاستهلاك والكماليات غير الضرورية، بهدف بناء مجتمع واعٍ ومستدام تضمن فيه الأجيال القادمة فرص متساوية من الازدهار والاستدامة".
وأضافت سعادة وزير التنمية الاجتماعية والأسرة: "يهدف مشروع عازم أيضًا إلى تحويل المواطن والأسرة وفئات المجتمع بصفة عامة إلى مستهلك ذكي يعي خطواته، ولا ينجر خلف حملات الإغراءات الاستهلاكية التي تستهدف المجتمعات ذات الدخل المرتفع"
الجدير بالذكر أن إطلاق مشروع "عازم" جاء ليعبر عن مغزى ومضمون التغيير الفكري المطلوب تحقيقه للوصول إلى الوعي المجتمعي المنتظر الوصول إليه كنتيجة لاكتساب معارف إدارة الحياة المالية الشخصية، وتمكين الفرد من آليات التخطيط للاقتصاد الأسري.
ويستهدف البرنامج التأثير على مستويين : الأول : هو التأثير السلوكي وتعزيز توجه الأفراد نحو الإدارة المالية التي تحافظ على ازدهار المجتمع وتحقيق الاستغلال الأمثل لدخل الفرد. والمستوى الثاني : يتمثل في التأثير المعرفي وتعزيز الوعي المجتمعي حول آليات التخطيط المالي وتجنب الوقوع في مأزق الإسراف، والاستدانة، والاستهلاك غير المسؤول.
كما إن البرنامج يهدف لإكساب المواطنين والشباب مهارات التخطيط المالي الذي يمثل خارطة طريق تُساعد على تحقيق الأهداف المالية والحفاظ على الثروات من التبديد والإسراف، حيث يمكن برنامج عازم المواطنين من رسم صورة شاملة لدخل الفرد ومساراته، وتحديد الأولويات الرئيسية وفرزها عن الكماليات الفرعية".
وعلى صعيد متصل يعمل جهاز التخطيط والإحصاء على تنفيذ مسح دخل وإنفاق الأسرة القطرية 2023 - 2024، والذي يضم 5 ألاف أسرة، بهدف توفير سلسلة من البيانات الدقيقة من المنظور الاقتصادي والاجتماعي حول ظروف ومستويات المعيشة في دولة قطر، ومسارات الإنفاق العامة في الدولة.
ويضع برنامج "عازم" ضمن أهدافه الرئيسة، القضاء على ملف الغارمين في الدولة، وتعزيز الوضع المالي للفئات الأكثر احتياجًا من خلال تمكينهم من أدوات الإدارة المالية، إذ كانت قطر الخيرية قد أعلنت أنّ إجمالي حجم المساعدات الاجتماعية التي قدمتها من خلال منصة "الأقربون" منذ بداية عام 2023 حتى نهاية شهر فبراير2024، بلغ 340 مليون ريال قطري. وقد استفاد من ذلك 8480 غارمًا، وامرأة مطلّقة، وأرملة، ومريض، وعاجز، ومسنّ، بجانب الأشخاص من ذوي الإعاقة والأسر ذات الدخل المحدود.
ويأتي مشروع الوعي المالي (عازم) بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات في الدولة وبدعم من صندوق "دعم" للأنشطة الاجتماعية والرياضية، ومؤسسة الشيخ جاسم بن محمد للرعاية الاجتماعية
ومن المنتظر أن يمهد المشروع الطريق أمام تخفيف أعباء الديون عن المجتمع، والاستفادة من مهارات الحياة المالية، والتخطيط الاستراتيجي للإنفاق المسؤول.
وبالنظر إلى تربع دولة قطر على المرتبة الأولى عربيًا للدول ذات النصيب الأعلى من الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد لعام 2023 بنحو 81.9 ألف دولار أمريكي، لذلك جاءت الحاجة للتحرك من قبل وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة لتدشين برنامج "عازم" للحفاظ على تلك الثروة المتفردة عالميًا، ودفع المجتمع لاستغلالها بالشكل الأنسب، مع التخطيط للمستقبل لزيادة تلك الموارد وفق برنامج إصلاح اجتماعي مالي واسع النطاق، يبدأ مع بداية تدشين برنامج "عازم".