وزارة التنمية الاجتماعية توعي أولياء الأمور حول تهيئة الأبناء للمدرسة
نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ممثلة في إدارة التنمية الأسرية محاضرة توعوية افتراضية بعنوان (الأسرة وتهيئة الأبناء للمدارس) وذلك في يوم الخميس الموافق 17 أغسطس الجاري عبر منصة مايكروسفت تيمز.
قدم هذه المحاضرة الدكتور/ مصعب الجواش، دكتور علم النفس الإكلينيكي. تهدف محاضرة (الأسرة وتهيئة الأبناء للمدارس) إلى توعية الأسرة بأهمية تهيئة الطلاب في مختلف المراحل الدراسية حول العودة للمدارس بدءً من الاستعداد الجسدي والنفسي للبيئة المدرسية، توعية أولياء الأمور بأهمية التهيئة بأنواعها ومناقشة التحديات التي قد تواجه الأسرة والحلول المقدمة لمواجهة هذه التحديات.
تناول الدكتور/ مصعب الجواش خلال هذه المحاضرة عدة محاور منها: مفهوم التهيئة للمدارس، أنواع التهيئة للمدارس، أهمية تهيئة الأبناء للمدارس، التحديات التي تواجه الأسرة حول التهيئة للمدارس، طرق عملية متنوعة لتهيئة الأبناء للمدارس.
تحدث الدكتور/ مصعب الجواش، دكتور علم النفس الإكلينيكي، في محاضرة (الأسرة وتهيئة الأبناء للمدارس) حول التهيئة الجسدية حيث قدم نصائح هامة للوالدين لتنظيم أوقات نوم الطفل لتهيئته للمدرسة منها: لا تجعل النوم مبكراً يبدو كعقاب للطفل، إيقاظ الطفل بشكل تدريجي حيث يمكن إضافة ساعة أبكر كل يوم للوصول للوقت المطلوب، يجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم لتتمكن من إيقاظه مبكراً في اليوم التالي. وقد أكد الدكتور/ مصعب الجواش على أنه إن لم يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من الراحة، فسيؤدي ذلك إلى تحوله إلى طفل عصبي كرد فعل على انزعاجه.
وفيما يتعلق بالتهيئة النفسية فقد شدد الدكتور/ مصعب الجواش على أهمية الحوار مع الطفل عن مفهوم المدرسة لديه، وتصحيح هذا المفهوم حتى يكون واقعياً، تطمين الطفل أن المدرس أو المدرسة هما بمثابة الأم والأب، وأن أي مشكلة يواجهها سيقومون بحلها بكل حب، اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسي من أجل أن يصبح المكان مألوفاً لديه في أول أيام المدرسة، محاولة البحث عن أصدقاء للطفل يشاركونه نفس المدرسة أو نفس الفصل، مع ضرورة جمع الطفلين في المنزل من أجل تشجيعه على الذهاب إلى المدرسة بشغف، الحوار الإيجابي من قبل الوالدين والأخوة الأكبر عن المدرسة وذكر تجاربهم الإيجابية مما سيعزز من تقبل الطفل للمدرسة. بالإضافة إلى الربط بين كل ما يتمناه الطفل مستقبلاً ودور المدرسة الإيجابي في تحقيق ذلك.
وحول المشاكل والمعوقات التي تواجه الأطفال من الملتحقين الجدد بالمدرسة قال الدكتور/ مصعب الجواش: " سيشعر طفلك في أيام المدرسة الأولى بعدم الشعور بالأمان، بسبب وجود أشخاص غرباء وجدد يقابلهم لأول مرة، كما أنه يكون مطالباً بإتباع أوامر المعلمين، والقواعد التي لم تفرض عليه من قبل في فترة الطفولة المبكرة، لهذا فعليك أن تقوم مسبقاً بتهيئة الطفل على قواعد هذا المجتمع الجديد."
وأضاف: إن انفصال الطفل عن البيت بقصد الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة -لأول مرة- شبيه من الناحية النفسية بفطامه من الثدي، لذا يجب عرض الطفل على الأخصائي النفسي إذا استمرت مشكلة قلق الانفصال لديه أكثر من شهر. حيث تظهر أحياناً بعض الأعراض النفسية على سلوك الطفل في هذه الفترة – مشكلة قلق الانفصال - مثل: التبول اللاإرادي، آلام في البطن، القلق أثناء النوم، مع ظهور نوبات الفزع والأحلام المزعجة، أو الامتناع عن الطعام أو القيء، في هذه الحالة يحتاج الأمر إلى علاج تخصصي نفسي.
وفيما يتعلق بالمشاكل والمعوقات التي تواجه الأطفال الأكبر سناً عند انتقالهم إلى المرحلة الإعدادية أو الثانوية، وضح الدكتور/ مصعب الجواش أن بعض الطلاب يعانون من اضطرابات التكيف والتأقلم مع المدرسة الجديدة، أو قد يتعرضون للتنمر، مما يؤدي إلى شعورهم بالنفور من المدرسة وانخفاض أدائهم الدراسي.
وقد وجه الدكتور/ مصعب الجواش نصيحة لأولياء الأمور قائلاً: "يجب على الأم أو الأب أن يكون أحدهما متواجداً عند باب المدرسة عند انتهاء اليوم المدرسي الأول للطفل لاستقباله، ولا يجوز توكيل هذه المهمة لأي شخص آخر وخاصة خلال الأيام الأولى."
وتسعى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة من خلال إدارة التنمية الأسرية إلى تنمية وتطوير الأسرة والمرأة والطفل وتوعية وتثقيف المجتمع بحقوق هذه الفئة، والتحديات المُثارة على الساحة العالمية والإقليمية والمحلية، من خلال إعداد وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الوطنية المتعلقة بالأسرة وأفرادها، وتنظيم المؤتمرات والندوات والورش لمناقشة قضايا الأسرة والمرأة والطفل.